تعتبر مرحلة البلوغ عند المصابين بالتوحد من أصعب المراحل العمرية وأكثرها حرجاً نظراً لما قد تسببه من اضطرابات نفسية وتغيرات سلوكية يصعب ضبطها من قبل الوالدين.
أهم التغيرات التي تطرأ على المصابين بالتوحد في مرحلة البلوغ
أهم التغيرات هي الاستقلالية، وزيادة الإدراك، وغريزة الجنس، وهذه المظاهر تصاحب أطفال التوحد عندما يبلغون سن المراهقة، وخلال مرحلة البلوغ يبدأ الطفل بالنمو سريعاً، حيث تظهر تغيرات بدنية تتمثل فى طول القامة وظهور السمات الجنسية الثانوية، ويتم البلوغ خلال المرحلة العمرية من 10 سنوات إلى 14 سنة.
في هذا الصدد، نرى أن الكثير من أفراد التوحد خلال فترة المراهقة يبقون منهمكين في ذواتهم، ومن ثم فإنهم يعزفون عن إيجاد علاقات اجتماعية للنمو الاجتماعي، وقد أظهرت تجارب الآباء والأمهات مع أبنائهم المصابين بالتوحد في هذه المرحلة أنهم ليس لديهم القدرة والمعرفة الكاملة فى ضبط سلوك أبنائهم فى هذه المرحلة، فهم لديهم معلومات محدودة عن هذه المرحلة الحرجة ، تجعل تحدي الأهل أمام كيفية تقبل المجتمع لهذا الوضع الجديد الذي يمر به طفلهم عندما تظهر عليه علامات البلوغ والغريزة الجنسية وهل سيضبط نفسه أو يستطيع والداه ضبطه.
كيف يمكن التعامل مع التوحد في فترة المراهقة؟
التوحد مثله مثل أي اضطراب آخر يحتاج لمعرفة بتفاصيل كل مرحلة عمرية على حدة، ومشكلة التوحد هي وجود اضطرابات في التواصل لدى الطفل، وفي حالة عدم إدراك المشكلة مبكراً وبدء التدخل المبكر بالوسائل الخاصة لهذا الاضطراب، فإن النتيجة أننا سنحصل على مراهق يعاني من من مشاكل سلوكية تستمر معه طوال فترة حياته.
إن البلوغ عبارة عن مرحلة حرجة من عمر الطفل المصاب بالتوحد، تلزمنا أن نهيئ أنفسنا لها بكل ايجابياتها وسلبياتها، وذلك من خلال تحقيق نقطة الاعتماد على النفس، وذلك كاعتماده على نفسه بالتالي:
• دخول دورة المياه والاستخدام الصحيح دون الحاجة لمساعدة.
• اعتماده على نفسه في ارتداء ملابسه الداخلية والخارجية
• تعليمه منذ الطفولة على كيفية وضع بودرة الجسم على مناطق معينة منه واستخدام مزيل العرق والكلونيا الخفيفة.
كما لا بد من عمل التوعية اللازمة والقيام بتدريب الأطفال المصابين بالتوحد مبكراً وتأهيلهم لتقليل المخاطر الناجمة عن القيام بأمور تخالف معايير المجتمع وأخلاقياته.
وعلى هذا الأساس، يجب تعويد الطفل على أن بعض أعضاء جسمه مناطق محرمة على الآخرين، فلا يحق لأحد غيره أن ينظر إليها أو يلمسها، فهي شيء خاص به، ويمكن توصيل هذه المعلومات بعدة طرق:
• تعويده على اغلاق باب الحمام أثناء وجوده فيه، وكذلك اغلاق باب غرفته أثناء خلعه لملابسه.
• تعليمه الحرص على رفع بنطلونه قبل خروجه من الحمام.
• يمكن طرق باب الحمام عليه من وقت لآخر بهدف تشتيت انتباهه ومنعه من أداء حركات غير مرغوبة.
• بعد انتهاء الطفل من الاستحمام يجب ان تحرص الأم تعويده على ارتداء ملابسه الداخلية.
• اعطاء نموذج لهذه العادات، بأن نقوم جميعا بإتباع هذه القاعدة حتى يستوعبها الطفل. مثال : عدم السماح له بدخول الحمام إذا كان كان أحدا بالداخل، كذلك لا نسمح لأنفسنا أو أي شخص بالدخول عليه أثناء تواجده بالحمام.
وبالنسبة لكيفية التعامل مع الشاب المراهق المصاب بالتوحد أثناء الاستثارة الجنسية:
هذا السؤال من الأسئلة الحساسة والمحرجة جداً أيضاً ليس بالنسبة لأولياء الأمور بل حتى للمتخصصين، خاصة ونحن نعيش في مجتمع محافظ له خصوصياته وعاداته وتقاليده، ولكن مايجب ان نعرفه أن هذا الموضوع أمر طبيعي رغم أنه محرج، ولكن يجب الإجابة عليه بصراحة ووضوح، وكيفية التعامل معه أثناء حدوثه، فمن الطبيعي أن الأطفال جميعاً يمرّون بمرحلة يقومون فيها باستكشاف جسمهم وذلك باللمس والسؤال عنه أحياناً، كذلك أطفالنا، لكن الفرق بينهم وبين الطبيعيين هو أن الطفل المصاب بالتوحد قد يصل لمرحلة الاستكشاف في مرحلة عمرية متأخرة قد تكون مابين 7 أو 10 سنوات، كما أنه لا يستطيع السؤال كالطفل الطبيعي، فيكتفي بلمس أعضاء جسمه في أي وقت غير مبال بوجود آخرين، كما أنه قد يكتشف متعة من خلال لمسه، فيكررها ويمارسها بشكل أكبر، وهذا ما يسمى بالعادة السرية ويكون ملجأ له للتخلص من توتراته.
ولكي يتحقق ذلك لابد من مراعاة عدة أمور أهمها:
• أن ينام الطفل في سرير مستقل وأن لا ينام في غرفة الوالدين.
• الحرص على الاحتشام من جميع أفراد الأسرة داخل المنزل.
• عدم ارتدائه الملابس الضيقة أو الملتصقة بجسمه.
• مراقبة المواد التليفزيونية التي قد تقود للتقليد.
• شغل وقت الطفل.
• تسجيله في نادي رياضي.
• مرافقته في بعض الزيارات العائلية.
• تكليفه ببعض الأعمال المنزلية مثل: تنظيف الخضار، تجهيز السفرة، أو العمل على تنظيف غرفته.
مرحلة البلوغ لدى الفتيات وكيفية التصرف
إن أول ما يجب القيام به اشعار الفتاة أن الدورة الشهرية شيء عادي يحدث لكل الفتيات، ولكن كيف يتم ذلك؟
إن النقطة الأولى للبدء في تدريب الفتاة في التعامل مع هذه الفترة (أيام الدورة الشهرية) هو أن نستفيد من تلك الخصائص التي تتصف بها الفتاة المصابة بالتوحد وهي "التقليد"، بمعنى أن نبدأ العلاج بالتقليد، وتكرار المحاولة مرات ومرات مختلفة قبل مجيء الدورة الشهرية، وهكذا مع بعض النصائح الخفيفة التي تفهمها إلى أن تتعود على هذه العملية وتألفها ولا تخف منها.
هل يمكن لمن يعاني من التوحد أن يتزوج؟
لم يثبت علميا حتى الآن انتقال التوحد وراثياً، ومع ذلك حتى الآن لم نسمع بحالة زواج للمصابين بالتوحد في مجتمعاتنا العربية، ولكن هناك حالات عديدة في المجتمعات الأجنبية، وأعتقد أن الأمر يختلف باختلاف جنس الشخص. كيف ذلك؟
في مجتمعاتنا العربية لا يمكن للفتاة التي تعاني من التوحد أن تتزوج لأنه لا يوجد رجل شرقي يرضى بوجود مثل هذا القصور في زوجته، لكن العكس يمكن أن يحدث فوجود رجل يعاني من التوحد لا يمنعه من الزواج، لأنه لم يثبت علميا حتى الآن انتقال التوحد وراثياً، فمن الممكن أن ينجب أبناء أصحاء، وهناك بعض النساء يقبلن ، أو في بعض الحالات تتكفل المرأة برعايته كزوجة ومعلمة لحاجتها المادية. والأمر أيضا يختلف من حالة لأخرى حسب الاحتياجات الفردية لكل شخص، فهناك من لديهم رغبة في الزواج وآخرون لا يشكل لهم الأمر أية أهمية.