Wednesday, 4 January 2017

الموسيقى واطفال الاتيزم

أن العلاج بالموسيقى معروف منذ آلاف السنين، لكن الموسيقى تستخدم كعامل مساعد فى العلاج، ولا تكفى وحدها، فهى تعمل على تحسين الحالة النفسية للمريض ولا يمكن ابد الاكتفاء بها واعتبارها علاجا قائما بذاته.
وانما هو برنامج لتخفيف بعض اعراض الاتيزم
حيث  أن المصريين القدماء" الفراعنة"، هم أول من استخدم الموسيقى فى العلاج وكان الإغريق يعتبرون أبولو بمثابة أسطورة الطب والموسيقى فى ذات الوقت كما ان أبقراط أبو الطب عالج مرضاه بالموسيقى.
 لذا فليس غريبا أن نجد الموسيقى فى غرف العمليات الجراحية لأمهر الجراحين العالميين ولا غرابة أن تعزف الموسيقى فى غرف المرضى قبل وبعد العمليات الكبرى.
وتهدئ الموسيقى من روع المرضى وتحسن المزاج وتريح العقل وترخى الجسد وتقلل من المضاعفات كما أن الاستماع للموسيقى الهادئة يحسن أداء القلب تقلل من عدد ضربات القلب الزائدة و ضغط الدم المرتفع.

 إن العلاج بالموسيقى يفيد فى علاج وتأهيل الأطفال فى أمراض التخاطب، التأخر العقلى نقص الانتباه، ضعف التركيز، الاتيزم، المشاكل السلوكية، والتحفيز والاكتئاب.

أفادت مراكز السيطرة على الأمراض الأميركية في تقرير حديث بأن طفلاً من كل 50 في سنِّ المدرسة يُصاب باضطراب الاتيزم وتساعد بعض أنواع الموسيقى في السيطرة على الاضطراب.


ونظرية الاستماع إلى موسقى هادئة كموسيقى موزارت أصبحت من الوسائل الشائع استخدامها في السنوات الأخيرة في مراكز ،الاتيزم  بهدف تطوير مراكز مختلفة في الدماغ وتحسين التواصل والتركيز.
فاهتزازات الصوت من الموسيقى ترسل بيانات من خلال عظام وعضلات الطفل المُصاب بالاتيزم إلى الأذن الداخلية، بما يساعده على تحقيق التوازن.

و الموسيقى يتم تصميمها بشكل خاص بتغيير درجة الصوت إلى ترددات منخفضة وعالية لإعطاء جسم ودماغ الطفل ترددات علاجية معينة من الموسيقى التي يحتاجها".

فهناك وسائل وتقنيات متعددة ومن أهمها تلك التي يستخدمها اختصاصي النطق والتواصل من خلال الجلسات الدورية التي يقوم بها بالإضافة إلى وسائل أخرى مساعدة وموازية لتلك التي يقوم بها اختصاصي النطق كالعلاج بالموسيقى.
حيث تعد الموسيقى تقنية فريدة من نوعها مع طرق العلاج الأخرى وذلك من خلال إحداث تغييرات في سلوك الإنسان، إذ تستخدم الموسيقى كأداة تساعد على التطور في المجالات «الاجتماعية - العاطفية والمعرفية» بسبب تجاوب الإنسان معها بطريقة أو بأخرى.
ويحتوي تدريب اختصاصي المعالجة بالموسيقى على برنامج متكامل من الدروس الموسيقية إلى جانب دروس معينة في علم النفس والتربية الخاصة هذا فضلا عن دروس أساسية وعملية في العلاج بالموسيقى
ولهذا النوع من العلاج أهميته الكبيرة مع مصابي التوحد. فالألعاب الموسيقية كتمرير الكرة على وقع الموسيقى أو اللعب بالعصي أو الصنوج مع الآخرين تساعد على تنمية وتطوير التواصل لدى الأطفال كما انها تشجع التواصل بالنظر .
و ذلك من خلال التصفيق باليدين أو رن الجرس على مقربة من عيني الطفل أو من خلال النشاطات التي تركز الانتباه على آلة موسيقية يتم العزف عليها على مقربة من وجهه كما يمكن استخدام الموسيقى المفضلة لدى الأطفال وذلك لتحقيق أغراض متنوعة في السلوك الاجتماعي المتعاون كالجلوس على الكرسي أو البقاء مع الأطفال الآخرين ضمن حلقة الرقص.
ومن المتعارف عليه أن الأطفال المصابين بالتوحد يظهرون استجابات مميزة تجاه الموسيقى فبعضهم يصدر أصواتاً ذات نغمة متقنة في حين نجد لدى الكثيرين منهم موهبة موسيقية استثنائية للعزف على الآلة الموسيقية.
ويستجيب بعض الأطفال استجابة مميزة فقط لأصوات معينة فقد تمكن احد الأطفال على سبيل المثال من أن يغني بعد أن عزف على الاكسيلوفون «الخشبية» سلسلة من الأصوات الهارمونية بدءا من درجة النغمة الأساسية وما ان عزف الاختصاصي نغمتين أو ثلاث نغمات على الاكسيلوفون حتى بدأ الطفل بتقليدها.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن بعض الأطفال المصابين بالتوحد الذين لا يتكلمون قد يغنون أحيانا فيمكن لاختصاصي العلاج بالموسيقى واختصاصي النطق والتواصل أن يعملا بشكل منظم على تعزيز الكلام وتشجيعه من خلال النشاطات الموسيقية الغنائية.
وأثناء حصة الموسيقى يمكن للاغاني ذات الكلمات البسيطة والعبارات المكررة أن تساعد على تحسين التواصل باللفظ لدى طفل التوحد ويمكن للعبارات والأغاني التي ترافقها مؤثرات مرئية .
وملموسة أن تسهل هذه العملية فقد تعلم الطفل (الصدائي)الذي يبلغ من العمر ست سنوات الكلام من خلال غناء الاختصاصي عبارات من أسئلة وأجوبة بسيطة ذات نغمة مألوفة مع مرافقتها بالإيقاع ويحمل الطفل في هذه الأثناء ذلك الشيء كما في المثال التالي:
هل تأكل التفاحة ؟ نعم نعم
هل تأكل التفاحة ؟ نعم نعم
هل تأكل التفاحة ؟ نعم نعم
نعم نعم نعم
هل تأكل القلم؟ لا لا لا
هل تأكل القلم؟ لا لا لا
هل تأكل القلم؟ لا لا لا
لا لا لا
كما تعلم لطفل آخر الاسم والعبارات الفعلية وقد كان الاختصاصي يتلاعب بدمية كبيرة وهو يؤدي الأغنية
هذه لعبة
هذه لعبة
هذه اللعبة تقفز
هذه اللعبة تقفز
هذه لعبة
هذه لعبة
ومن ثم يتم استبدال الكلمات «تنام - تجلس - تمشي - تأكل .... الخ» وبما ان الكلمات ذاتها يتم تكرارها وبعد أن يتم إلغاء الموسيقى تماما فقد تمكن الطفل من أن يلفظ الجملة كاملة كاستجابة للأسئلة التي تطرح عليه كـ «ما هذا؟» و«ما الذي تفعله الدمية»؟.

بحث

شكرا لزيارتكم نتمني ان ينال هاذا العمل اعجابكم