Thursday 8 October 2015

  دمج الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة داخل المدارس العادية                  











إن الأشخاص من ذوى الاحتياجات الخاصة في مصر لا يعيشون مندمجين في المجتمع ولا يشاركون في أنشطة الحياه بشكل مناسب، والحقيقة أنهم في الأغلب مهمشون ومعزولون بشكل يتنافى مع القيم الأخلاقية والدينية ويتعارض مع القانون والدستور ، ورغم أن المجتمع المصري قد بدأ في الاهتمام بموضوع الدمج في الآونة الأخيرة ، إلا أن هذا الاهتمام لا يزال يحتاج إلى قوانين ملزمة وخطط واضحة.
مفهوم الدمج
هو العملية التي يتم فيها تعليم الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة مع الطلاب العاديين فى الفصل العادي مع الاستعانة بأدوات وخدمات إضافية لمواجهة احتياجاتهم التعليمية، وتتطلب عملية الدمج التعاون بين معلمي التعليم العام والتعليم الخاص وتتوقف النتائج على قدرتهم على التكيف والتجاوب مع الأدوار والمسئوليات الجديدة .
وهو الدمج الاجتماعي والأكاديمي للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين اعتمادا على وضع خطة تعليمية محددة تتطلب توضيح المسئوليات لكل من معلم التعليم العام ومعلم التربية الخاصة ومسئولي الإدارة والآباء والأشخاص المسئولين عن الخدمات الإضافية الداعمة.
إن المفهوم الشامل لعملية الدمج هو أن تشتمل مدارس التعليم العام وفصوله على الطلاب جميعا بغض النظر عن : الذكاء أو الموهبة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي أو الخلفية الثقافية للطالب، وعلى المدرسة أن تدعم الحاجات الخاصة لكل طالب.
تتعدد تعريفات الدمج الا انها جميعا تشترك في مجموعة من العناصر تتضمن ما يلى :
اعتبار الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة جزءا من البرنامج التعليمي العام.
التركيز على الجانبين الاجتماعي والأكاديمي في
عملية الدمج .
تقديم خدمات إضافية لطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة.
وضع الطالب فى بيئة أقل تقييدا.
التعاون بين المعلمين .
إشراك الآباء .
وكان هذا التغير فى فلسفة تعليم الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة قائما على نتائج البحوث التى أكدت أن تعايش الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين فى نفس العمر يعزز النمو الاجتماعى لهؤلاء الأطفال، لأنه يتيح لهم فرصا لملاحظة وتقليد نماذج من السلوكيات الاجتماعية الإيجابية، بالإضافة إلى ما أثبتته نتائج عديد من الدراسات حول التأثير الإيجابى للدمج على السلوك، حيث تقل السلوكيات السلبية وتزيد فى مقابلها السلوكيات الإيجابية .
نظرة تاريخية للدمج
مع أن مفهوم دمج الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة فى المدارس العادية مفهوم حديث نسبيا إلا أن الدعوة لمعاملة هؤلاء الأطفال معاملة محترمة تراعى حقوقهم الإنسانية ليست حديثة . فمنذ أواخر القرن التاسع عشر تكررت الدعوات لرفع الظلم عنهم وتوفير فرص العيش الكريمة لهم.
وكان من أهم تأثيرات تلك الدعوات تعديل القوانين والتشريعات التى تنطوى على تحيز وتمييز ضد الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة.
وقد حدد القانون مجالات الإعاقة العامة والتي يسري عليها هذا القانون، وقد اشتملت الإعاقات التالية:
التوحد - الصمم المقترن بكف البصر – الاضطراب الانفعالي – اعتلال السمع – إعاقات التعلم النوعية – التخلف العقلي – الإعاقات المتعددة – علل الجهاز العظمي – علل صحية اخري – الإصابات الدماغية الشديدة – اعتلال الإبصار. تنسيق
وقد ألزم القانون جميع الولايات والهيئات التعليمية بضرورة تقديم الخدمات اللازمة للأطفال الذين يندرجون تحت فئات الإعاقة هذه.
ويرى ( ديان برادلى ) أن تربية الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة انتقلت تاريخيا من الإهمال والإنكار لحقوقهم إلى المراكز الداخلية ثم الى المدارس النهارية والفصول الخاصة ثم إلى برامج الدمج الجزئى لبعض الوقت وانتهاء بالدمج الشامل لجميع الطلاب بغض النظر عن إعاقاتهم ليتعلم هؤلاء الطلاب فى أقل البيئات تقييدا least restrictive environment .
ولكن كثيرا من البلدان خاصة فى العالم الثالث لم تستجب إلى تلك الدعوات والقوانين ولم يكن هناك إلزاما من جانب الدولة للمدارس بتنفيذ القوانين، حيث غالبا ما يرفض قبول الأطفال دون حتى الالتقاء بهم لتقييمهم وذلك لأسباب يتعلق بعضها بضعف الإمكانات المادية، وبعضها الآخر بالكفاءات البشرية، البرامج التربوية، هذا بالإضافة إلى الاتجاهات السلبية تجاه تلك الفئة من جانب المعلمين، والتخوف من جانب الإدارة لأن يتسبب قبول الطفل المعاق فى نفور آباء الأطفال العاديين من المدرسة .
واقع عملية الدمج فى مصر :
• فى عام 1995 تم عقد المؤتمر القومى الاول للتربية الخاصة بمصر، الذى أوصى بوضع تصور مستقبلى شامل لخدمات التربية الخاصة مع التركيز على التوجه إلى استراتيجية الدمج.
• فى عام 2001 / 2002 أصدر وزير التعليم قرارا بإفتتاح فصول للأطفال ذوى الإحتياجات الخاصة بالمدارس العادية وقد بلغ عددها 244 فصلا، بدات الدراسة بها فعليا فى 15 / 9 / 2001 وقد إلتحق بها قرابة الألف تلميذ من المعاقين عقليا بدرجة بسيطة، وكان يتم الدمج خلال الأنشطة فقط . وقد استلزم ذلك عقد دورات تدريبية قصيرة للمعلمين والمديرين والإخصائيين النفسيين وذلك بالشتراك مع مركز سيتى – كاريتاس .
• قامت العديد من الجمعيات الأهلية والمؤسسات بجهود واضحة لتفعيل عملية دمج ذوى الإحتياجات الخاصة، منها :
• المشروع الإستطلاعى لمركز سيتى لدمج ذوى الإحتياجات الخاصة فى الفصول العادية، بدعم من وزارة التربية والتعليم واليونسكو، وذلك فى ست مدارس بمحافظات القاهرة والإسكندرية والمنيا .
• تجربة الجمعية المصرية لرعاية ذوى الإحتياجات الخاصة، بدعم من اليونسكو.
وعن موقع (وزارة التربية والتعليم، 2008 ) فقد أصدر وزير التعليم فى عام 2008 / 2009 قراراً وزارياً بقبول ودمج التلاميذ ذوى الإعاقات الطفيفة بمدارس التعليم العـام فى جميع مراحل التعليم، على أن يبدأ بالحلقة الابتدائية من التعليم الأساسى ورياض الأطفال وذلك إعتباراً من العام الدراسى 2009 / 2010، وذلك فى إطار الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم قبل الجامعى والتى تهدف إلى تنفيذ الدمج الكامل فى 10% من مدارس الجمهورية.
ويشمل القرار كل من ( صعوبات تعلم، بطئ التعلم، اضطرابات سمعية وبصرية وحركية، وبعض حالات التوحد ) على أن يتم دمجهم فى المدارس العادية بصحبة معلم دعم، وهذا الأمر شبيه بحملة ( التعليم من أجل الجميع ) التى صدقت عليها مصر عام 2000 مع منظمة اليونسكو، والتى قضت بأن 5% من ذوى الاحتياجات الخاصة يمكنهم الإلتحاق ببعض الكليات.
وأوضح القرار الوزارى أنه سيتم تقويم التلاميذ المعاقين بحسب نوع الإعاقة طبقا لما تحدده الإدارة العامة للتربية الخاصة بالوزارة بالتنسيق مع المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى مع مراعاة توفير المعينات التربوية لأداء كافة أنواع التقويم، ويكون صرف الحوافز للمعلمين فى الفصول التى يوجد بها تلاميذ معاقون مدمجون فى ضوء الأداء والإمكانات المتاحة
وتشير (Soliman ) إلى أنه بالرغم من التطور الذى حدث في مجال التربية الخاصة خلال العقود الأخيرة، إلا أن مصر ما زالت تقف عند مرحلة الدمج الجزئي Integration وليس الدمج الكلى Inclusion في المجتمع .وأضافت أن الأبحاث التي أجريت لدراسة عملية دمج الأطفال الذاتويين في مصر قليلة جدا، إلا أن دراسة (Gaad , 2004 ) وهى دراسة أجريت فى العديد من البلاد منها مصر وانجلترا، أكدت أن الكثير من المعلمين في مصر لا يقبلون فكرة دمج ذوى الاحتياجات الخاصة في فصولهم وهم يرون أن هؤلاء الاطفال يفضل أن يتواجدوا بمدارس خاصة، وربما يفسر هذا الاتجاه السلبى تجاه الدمج من قبل المعلمين بأنه يرجع الى غياب التدريب على كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال وأن فشل هؤلاء الأطفال يمثل فشل للمعلمين أنفسهم وكذلك لأداء المدرسة.
أنواع الدمج :
وهناك نوعان من الدمج :
الدمج الأكاديمى
الدمج الأكاديمى عبارة عن دمج الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة فى مدارس التعليم العام مع تقديم جميع الخدمات التربوية والتعليمية والأنشطة المختلفة التى تقدم للأطفال العاديين بإلاضافة إلى تقديم الخدمات المتعلقة بالتربية الخاصة، وينقسم الدمج الأكاديميى إلى :
1- الدمج الجزئى فى فصول خاصة ملحقة بالتعليم العام .
ويتضمن نوعين من الأنظمة التعليمية :
• أنظمة تخصص أحد الفصول الدراسية للمعاقين داخل المدرسة العادية، حيث يحصلون فيها على برامجهم التعليمية الخاصة بهم .
• أنظمة تتيح للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة الذين يتلقون تعليمهم بالمدارس الخاصة أن يقضوا بعضا من يومهم المدرسى داخل المدرسة العادية .
2- الدمج الكلى فى الفصول التعليمية بمدارس التعليم العام :
الدمج الكلى يقصد به التحاق الطلبة ذوى الاحتياجات الخاصة مع الطلبة العاديين فى نفس الصفوف العادية طوال الوقت، حيث يتلقون برامج تعليمية مشتركة، ويشترط فى مثل هذا النوع من الدمج توفير الظروف والعوامل التى تساعد على إنجاحه والتى يسردها فى النقاط التالية :
- تهيئة الطلاب العاديين لتقبل الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة .
- التخطيط للبرامج التربوية وطرق تدريسها ودراسة الإجراءات التعليمية الخاصة بالامتحانات وتصحيحها .
- تحمل المسئولية من قبل أطراف العملية التعليمية من إدارة ومعلمين ومشرفين...إلخ،
الدمج الاجتماعى
الدمج الإجتماعى هو ذلك البعد من أبعاد الدمج الذى يعنى بإتاحة الفرص للطلبة ذوى الاحتياجات الخاصة للتفاعل الاجتماعى مع الطلبة العاديين، بأن يتم الدمج خلال وقت الأنشطة ويكون هذا الدمج خارج الفصل الدراسى مثل الدمج فى ( التربية الرياضية، التربية الفنية، الموسيقى، الرحلات، ....)، ويعد الدمج الاجتماعى أبسط أنواع الدمج حيث لا يشارك الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة الطلاب العاديين فى الدراسة داخل الفصول الدراسية وإنما يقتصر دمجهم على الأنشطة .
الخدمات الإضافية : وهى الخدمات التى ربما تكون ضرورية لمساعدة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة للاستفادة من التواجد بالفصل العادى أو بحجرة المصادر، وهذه الخدمات ربما تتضمن ( التخاطب، العلاج الطبيعى، العلاج الوظيفى ) . وجميع الخدمات تقدم من خلال فريق الدعم : وهو الفريق المسئول عن الخدمات السابقة والذى يتولى الإرشاد والتوجيه والتخطيط والمتابعة، ويكون العمل بين أعضائه جماعيا قائما على تـــوزيع المسئوليات والتعاون.
إيجابيات الدمج :
تنعكس إيجابيات الدمج على كل من الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين والمعلمين الأطفال العاديون سينمو لديهم الإحساس بالآخر والاهتمام به والاتجاه الإيجابى نحو ذوى الاحتياجات الخاصة وتقبلهم وقبول التنوع والتباين.
إعداد الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة للحياة الاجتماعية حيث يوفر فرصا للتفاعل الاجتماعى بينهم وبين الأطفال العاديين مما يسهم فى نمو المهارات الاجتماعية للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة ويساعدهم على التعايش والتعامل مع الآخرين فى بيئة أقرب إلى المجتمع الكبير .
وهو ما يؤكد على أهمية الدمج بالنسبة للاطفال الذاتويين بشكل خاص.
• يساعد الدمج فى تخليص أسر الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة من الشعور بالإحباط.
• تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وخاصة العاملين بالمدارس العامة من مديرين ومعلمين وأولياء أمور وأطفال وذلك من خلال اكتشاف قدرات وإمكانات الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة .
• تستفيد المدرسة العادية من أساليب معلمى التربية الخاصة وبرامجهم.
• يتوفر للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة النموذج الذى يمكنهم محاكاته والتعلم منه .
• تحسين اتجاهات الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة والعاديين نحو بعضهم البعض ويعمل على ايجاد بيئة اجتماعية يتمكن فيها الأطفال العاديون من التخلص من المفاهيم الخطأ لديهم عن هؤلاء الأطفال.
• ايجاد بيئة واقعية يكتسب فيها الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة خبرات متنوعة من شأنها ان تمكنهم من تكوين مفاهيم صحيحة واقعية عن العالم الذى يعيشون فيه
سلبيات الدمج
الدمج سلاح ذو حدين وكما أن له ايجابيات كثيرة، له بعض السلبيات ومن اهم هذه السلبيات:
• قد يعمل الدمج على زيادة الفجوة بين الاطفال العاديين وذوى الاحتياجات الخاصة خاصة وان المدارس العادية تعتمد فى تقييم الاطفال على النجاح الاكاديمى والدرجات.
• اذا لم يكن هناك خطة واضحة للدمج فقد يحرم الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة من تفريد التعليم الذى كان متوافرا فى مراكز التربية الخاصة.
• عدم توفر معلمين مؤهلين ومدربين جيدا فى مجال التربية الخاصة فى المدارس العادية، يؤدى الى فشل برامج الدمج مهما تحققت له من امكانيات .
مشكلات الدمج
• رفض كثير من المدارس قبول الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بها، خاصة الذاتوىين خشية عدم القدرة عل التعامل معهم او تحمل مسئوليتهم .
• عدم استعداد النظام التعليمى العادى من حيث تخطيط المدرسة والادوات والوسائل.
• عدم توفر التدريب اللازم لمعلمى التعليم العام لكيفية التعامل مع الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وخاصة الذاتويين باعتباره مشكلة مختلفة عن المشكلات المألوفة لدى المعلمين ولا يمكن التعامل معها بالفطرة او الاجتهاد ‘ وانما يلزم معها تلقى المعلمين لتدريب خاص يمكنهم من التعامل معها.
• عدم كفاية المشورة والنصيحة المقدمة للأهل فيما يتعلق بعملية الدمج .
• صعوبة توفير معلم دعم للأطفال خاصه الذاتويين نظرا لضرورة توفر شرط التدريب فى معلم الدعم لهم .
• رفض كثير من المدراس فكرة معلم الدعم الذى يعد وجوده مع كثير من الاضطرابات خاصة التوحد امرا لا غنى عنه.
• عدم تفهم الأطفال العاديين لمشكلات أقرانهم من ذوى الاحتياجات الخاصة مما يدفعهم للخوف منهم او الاستهزاء بهم أو على اقل تقدير تجاهلهم وعدم ابداء الرغبة فى مساعدتهم.
• اشتمال المناهج على مفاهيم مجردة وتفاصيل عديدة يصعب على الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بوجه عام و الذاتوىين خاصة استيعابها.
متطلبات عملية الدمج
يتطلب تطبيق الدمج إجراء تعديلات على المنهج العادى يمكن تصنيفها كما يلى :
• منهج عادى : لا يقدم معه أى خدمات للتربية الخاصة
• منهج التربية الخاصة : وهو المنهج العادى مضاف إليه خدمات التربية الخاصة Accommodation.
• منهج موازٍ : Parallel Instruction المنهج العادى معدل فى مستوى الصعوبة، مع ثبات الأهداف التعليمية، بالاضافة إلى خدمات التربية الخاصة.
• منهج المهارات الاكاديمية : هو منهج مشابه للمنهج العادى فى الأهداف على نحو عام لكنه يحتوى على تعديلات أساسية Adaptation كحذف أو إضافة بعض الإجراءات.
• منهج خاص : هو منهج خاص بذوى الإحتياجات الخاصة مشتق من احتياجات الطالب كما يتضمن تدريبا على جوانب خاصة كلغة الإشارة، النطق، الحركة، وغيرها.

متطلبات دمج الاطفال الذاتويين:
1. تحديد الهدف من الدمج, فهناك هدفان أساسيان للدمج وهما الدمج الأكاديمي, والدمج الاجتماعي, ويعتبر الدمج الاجتماعي هو الأكثر أهمية وأولوية بالنسبة للطفل الذاتوى.
2. إمداد الطفل بالمهارات التي تمكنه من التعليم، والتفاعل مع الآخرين، (مهارات التواصل، مهارات التفاعل الاجتماعي، مهارات رعاية الذات) فالطفل الذاتوى في حاجة إلى تلقي تدريب مكثف على تلك المهارات؛ لأنه لا يكتسبها بشكل طبيعي كالأطفال العاديين.
3. الدمج بصحبة معلم دعم ، في الولايات المتحدة الأمريكية, وكندا غالباً ما يتم دمج الأطفال الذاتوىين بصحبة معلم دعم (Teacher Shadow ) وذلك لأن الطفل قد يكون مستعداً بالفعل للدمج من حيث مهاراته المعرفية التي يجب أن تكون في مستوي أقرانه من الأطفال العاديين (مثل التعرف على الأرقام , الحروف , أسماء الحيونات) إلا إنه لا يزال يعاني صعوبات في استخدام اللغة والتفاعل الاجتماعي والانتباه، فيقوم معلم الدعم بدور فعال في مساعدة الطفل علي أداء المهام بشكل صحيح , و توجية انتباهه إلى الأنشطة الجماعية وتشجيعية علي الاشتراك فيها , ومساعدته علي اتباع التعليمات الموجه إليه من قبل معلم الفصل , ومساعدته علي الاشتراك في اللعب مع غيره من الأطفال.
وتشهد بعض المدارس الخاصة في مصر مؤخراً تقبلاً محدوداً لفكرة دمج الطفل الذاتوى بصحبة معلم دعم، بل وأصبحت بعض المدارس تجعل من وجود معلم الدعم مع الطفل شرطا من شروط قبوله بالفصل العادي، وتطالب الآباء بتوفير المعلم مع دفع راتبه، ورغم أهمية دور معلم الدعم إلا أن كثيرا من المدارس تستغل وجوده بشكل خطأ، فيحملونه مسئولية الطفل كاملة، وذلك لتخفيف الأعباء على معلم الفصل الذي لا يعتبر نفسه مطالباً ببذل أى مجهود في تعليم الطفل، وهو ما نتج عنه عملية دمج قاصرة يتفاعل فيها الطفل الذاتوى مع معلم الدعم فقط، في حين أن الهدف من عملية الدمج هو أن يتفاعل الطفل مع معلم الفصل حتى يتراجع دور معلم الدعم تدريجياً.

وحيث أنه قد اشارت العديد من الدراسات والبحوث على ان اكثر الاطفال من ذوى الاحتياجات الخاصه التى يتم دمجهم فى المدارس من الاطفال الذاتويين فكان علينا ان نشير على هؤلاء الاطفال بشكل خاص حيث يساعد الفهم الواضح والصحيح لهم فى كيفية التعامل معهم.
إضطراب الذاتويه(التوحد)
بدأ الاهتمام يزيد فى الآونة الأخيرة بنوعية الاضطرابات التطورية الارتقائية والتى تصيب الأطفال الصغار وتؤثر على إرتقائهم وبالتالى على مستقبلهم فى الحياة .
وهى حالات إضطراب ذاتى بيولوجى عصبى تتمثل فى توقف النمو على المحاور اللغوية والانفعالية والاجتماعية أو فقدانها بعد تكوينها بما يؤثر سلبا على بناء الشخصية وتطلق بعض الدوائر العلمية على هذه المجموعة إصطلاح طيف التوحد (Autism Spectrum).
وتقع تحت هذه المجموعة خمس إضطرابات :
1- الذاتوية .
2- الاسبرجر .
3- الريت
4- إضطراب الطفولة التحللية .
5- إضطرابات النمو غير المحددة .
Pervasive Developmental Disorders


إضطراب الذاتوىة(التوحد) Autism
عرفته الجمعية الأمريكية للذاتوية ( Autism Society of America ) على أنه نوع من الاضطرابات النمائية التي تظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ، وتكون نتيجة لاضطرابات عصبية تؤثر على وظائف المخ ، وبالتالي تؤثر على مختلف نواحي النمو وتضعف في التواصل الاجتماعى ، التواصل اللفظي وغير اللفظي ، ودائماً ما يستجيب هؤلاء الأطفال للأشياء أكثر من الاستجابة إلى الأشخاص ، ويضطرب هؤلاء الأطفال في أي تغيير يحدث في بيئتهم ، دائماً يكررون حركات جسمانية أو مقاطع في الكلمات بطريقة آلية متكررة .
نسبة الإنتشار :
هناك العديد من المحاولات لتحديد نسبة انتشار اضطراب الذاتوية حيث يحدث الاضطراب الذاتوى بمعدل 4 مرات أكثر فى الأولاد عن البنات وتكون إعاقة الإناث أكثر صعوبة وخطراً من الذكور ومعامل ذكائهم منخفضاً مقارنه بأمثالهم فى مثل حالتهم .
أعراض الذاتوية :
أن التعرف على الأعراض الحقيقية لاضطراب الذاتوية له أهمية كبيرة فى عمليات التشخيص ، وعلى الرغم من أن بعض هذه الأعراض تتشابه مع أعراض بعض من الإعاقات الأخرى كالتخلف العقلى أو إعاقات التعلم وربما أيضاً مع بعض أمراض الفصام الطفولى أو الاكتئاب إلا أنه من الضرورى أن نستعرض تلك الأعراض بشئ من التفصيل ، ويمكننا رصد أعراض الذاتوية ما بين السنة الثانية والسنة الثالثة من عمر الطفل ، وعموماً تمتاز الذاتوية بمجموعة من الأعراض الرئيسة وهى :
1- ضعف العلاقات الاجتماعية .
2- ضعف التواصل اللغوى (اللفظى وغير اللفظى) .
3- النمطية ومحدودية النشاطات والاهتمامات .
4- قصور التكامل الحسى .
5- مظاهر سلوكية أخرى
تشخيص الذاتوية :
الذاتوية من الاضطرابات النمائية المركبة حيث تظـهر بصور وأشكال مختلفة عند الأطفال . قد نجد طفل ذاتوى يتكلم والآخر يعانى من صعوبة فى الكلام, وثالث يعانى من تخلف عقلى ، ورابع مصاب بالصرع ومنهم من يبدى تميزاً فى العمليات الحسابية أو قدرة عالية فى التذكر لكنهم جميعأً يفتقرون إلى مهارات التواصل . وهذا ما يجعل عمليات تشخيص الذاتوية تواجه صعوبات كبيرة .
وينقسم تشخيص الذاتوية إلى :
1- التشخيص الطبى.
2- الاختبارات والمقاييس النفسية والنمائية.

أولاً : التشخيص الطبى :
يعد الدليل التصنيف التشخيصى الإحصائى للأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية فى طبعته الرابعة (DSM. IV) الصادرة عن الجمعية الأمريكية للطب النفسى (1994) A.P.A والتصنيف الدولى العاشر للأمراض ICD- 10 الصادر عن منظمة الصحة العالمية (1992) WHO المصدران الرئيسيان لتشخيص الأمراض والاضطرابات المختلفة فى الوقت الراهن ، حيث لا يوجد أى تعارض بينهما فى تشخيص أى اضطراب بشكل عام وفى تشخيص اضطراب الذاتوية على وجـه الخصوص.
ثانياً: الاختبارات والمقاييس النفسية والنمائية:
1- مقياس تقدير توحد الطفولة :Childhood Autism Rating scale (CARS)
قام بإعداده سكوبلر وآخرون( Schopler etal 1980) وقام محمد حسيب الدفراوي 1991 بترجمته إلى اللغة العربية، وتقنينه، وبحساب صدق وثبات المقياس وقد اتضح أنه على درجة عالية من الصدق والثبات، مما يعني إمكانية استخدامه في البيئة العربية كأداة تشخيصية .
2- مقياس فاينلاند للسلوك التكيفى : Vineland adaptive behavior scale.
تأليف إدجار دول تعريب وتقنين بندر العتيبى2004.
3- مقياس جيليام لتشخيص التوحدية Gilliam Autism Rating Scale (GARS):.
قام بإعداده محمد السيد عبد الرحمن , منى خليفة على حسن2004 .
4- مقياس الطفل التوحدى:
قام بإعداده عادل عبد الله محمد .
5- برنامج بورتاج لتنمية الطفولة المبكرة.
التشخيص الفارق :
عند العمل على تشخيص حالات الذاتوية فإنه لابد من الأخذ فى الاعتبار الاضطرابات المتشابهة فى الأعراض والخصائص السلوكية التى يمكن أن تظهر لدى الأطفال الذين لديهم إعاقات أخرى مثل فصام الطفولة والإعاقة العقلية والعصاب والإعاقات الانفعالية الشديدة حيث مثل هذه الاضطرابات قد تظهر فيها نفس الخصائص أو بعضها .
لذلك ستقدم الدارسة فيما يلى التشخيص الفارق بين الذاتوية وبين الاضطرابات الأخرى .
1- إضطراب النمو الشامل غير المحدد :
كما يتميزون بمستوى وظيفى مرتفع ويستجيبون أفضل للتدخل مقارنة بالأطفال الذاتويين.

2- إضطراب ريت :
ينتشر اضطراب ريت بين الإناث فقط ويتميز نمو الفتيات ذوات اضطراب ريت بأنه نمو طبيعى حتى الخمسة أشهر الأولى من عمرهن ، ويبدأن بعدها فى فقدان المهارات التى تم اكتسابها.
أما الذاتوية فيظهر لدى الإناث والذكور ولكن تزداد نسبة الإصابة به بين الذكور وتظهر أعراضه منذ الميلاد .
كما يصاحبه صعوبة فى التحكم فى حركات اليد وصعوبة فى القدرة على المشى وصعوبة فى التنفس مع صغر حجم محيط الرأس وهذا ما لا يحدث فى الذاتوية.
هذا بالإضافة ويشير إلى وجود حركات معينة ونمطية تتميز بها حالات اضطراب ريت مثل حركة الغسيل أى وضع الذراعين فى حالة إنثناء أمام الصدر أو الذقن وحركة لف اليد إحداهما حول الأخرى وهذا لا يحدث أيضاً لدى الذاتويين.
3- إضطراب إسبرجر :
يعد اضطراب أسبرجر من الاضطرابات التى تتشابه كثيراً من أعراضها فى أعراض اضطراب الذاتوية وقد سمى هذا المرض على اسم الطبيب أسبرجر Asperser وهو الطبيب النمساوى الذى اكتشفه عام (1944) .
ويظهر الفرق بينهما فى كل من التفاعل الاجتماعى والنمو اللغوى بالإضافة إلى معامل الذكاء وبالنسبة الى التفاعل الاجتماعى فإن الطفل المصاب باضطراب أسبرجر لا يتجنب النظر للآخرين كالطفل الذاتوى ، لكنه يتصل بالآخرين ويتفاعل معهم ولكن بشكل ضيق أو بوجود بعض الصعوبات أما فيما يتعلق بالنمو اللغوى فالطفل المصاب باضطراب أسبرجر تنمو اللغة والكلام لديه بشكل طبيعى كما يتميز بنسبة ذكاء عالية وهذا عكس الأطفال الذاتويين فدائماً لديهم درجة ما من التأخر العقلى .
وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة انتشار اضطراب أسبرجر بين الذكور أكثر من الإناث بنسبة 9 :1 (أى فتاة واحدة بين كل تسعة ذكور مصابين باضطراب أسبرجر) .
أما الذاتوية فنسبة انتشارها (4 :1) للبنين أى (4 أولاد مقابل بنت واحدة).
4- إضطراب الطفولة التفككى :
لا يظهر هذا الاضطراب عادة إلا بعد سنتين من عمر الطفل وبعدها يبدأ بفقدان المهارات الأساسية وتصبح لديه حركات غير عادية ويصاحبه مشكلة فى اللغة الاستقبالية والتعبيرية وعدم القدرة على تكوين صداقة مع الأقران ، ولدى الطفل سلوكيات نمطية وتكرار للنشاطات ويصاحبه عادة تخلف عقلى شديد . أما الذاتوية فتظهر منذ الميلاد أو خلال الثلاث سنوات الأولى ومع بداية الظهور تتواجد كافة الأعراض التى يتسم بها الاضطراب ويكون مدى التدهور الوظيفى فى اضطراب الطفولة التفككى أكبر من الملاحظ لدى الأطفال الذاتـويين.

5- التأخر العقلى :
هناك خلط بين كلاً من الذاتوية والتأخر العقلى نظراً لتشابه الأعراض فيما بينهما خاصة فى حالات التأخر العقلى الشديد ، والتى يتضح فيها القصور الشديد فى مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية بالإضافة إلى ظهور بعض ملامح السلوك التكرارى .
وتظهر الحدود التشخيصية الفاصلة بين الذاتوية والتأخر العقلى فيما يلى :
- الأطفال الذاتويين لديهم قدرات معرفية جيدة على الرغم من أن 75% منهم لديهم درجة ما من التأخر العقلى إلا أن أدائهم للمهام التى تتطلب ذاكرة قصيرة أو التى تتطلب مهارة فى الأداء الحركى يعد أداءاً متميزاً مقارنة بالأطفال المتأخرين عقلياً .
- يتعلق الأطفال المتأخرين عقلياً بالآخرين فى حين يختفى سلوك التعلق لدى الأطفال الذاتويين .
- يستخدم الأطفال المتأخرين عقلياً اللغة بشكل يتناسب مع مستوى ذكائهم فى حين قد ينعدم وجود اللغة لدى الذاتويين رغم ارتفاع درجة الذكاء .
- العيوب الجسمية لدى الذاتويين أقل كثيراً من تلك التى يعانى منها المتأخرين عقلياً .
- يتميز بعض الأطفال الذاتويين بمهارات خاصة مثل التذكر ، المهارات الحسابية ، عزف الموسيقى. فى حين أنه نادراً ما يتمتع الأطفال المتأخرين عقلياً بمهارات خاصة
أسباب الذاتوية :
تعددت الدراسات التى تحاول الوصول إلى أسباب إصابة الطفل بالذاتوية ، بعض الدراسات ردت هذا الاضطراب إلى أسباب نفسية واجتماعية حيث فيما مضى كان يعتقد أن الذاتوية تنتج عن انهيار العلاقة بين الأم وطفلها ، إلا أن البحث العلمى يبين أن هذه الفرضية ليس لها أساس . وهناك بعض الدراسات التى ردت أسباب الذاتوية إلى أسباب عضوية بيولوجية أو عوامل جينية أو أخرى كيميائية ، ويعتبر هذا الاضطراب من الاضطرابات التى تعزى لأكثر من عامل ، وما زال هناك غموض حول سبب الإصابة بهذا الاضطراب .
وتشير الجمعية الأمريكية للذاتوية(Autism Society of America) بأن الأسباب الحقيقية للذاتوية غير معروفة حتى الآن إلا أن المقبول بشكل عام أن الذاتوية تحدث بسبب إضطراب فى تكوين وظيفة المخ ، حيث يوضح فحص المخ أن هناك فروق فى شكل ووظيفة المخ ، حيث يوضح فحص المخ أن هناك فروق فى شكل تكوين المخ فى الأطفال الذاتويين فى مقابل الأطفال الأسوياء .
وقد تعددت فى الآونة الأخيرة النظريات التى تتحدث عن أسباب الذاتوية وجميعها افتراضات لم تتأكد من صحة أى منهما وفيما يلى عرض لأهم النظريات حول أسباب الذاتوية:
أولاً : العامل الجينى الوراثى: Genetic
ثانياً : العامل البيئى Environmental :
1) أسباب تتعلق بالأم أثناء الحمل أو الولادة .
2) أسباب تتعلق بالطفل أثناء الحمل أو الولادة .
3) أسباب يتعرض لها الطفل عند الولادة .
التدخلات العلاجية والتربوية للذاتويين.
لاشك أن التدخل العلاجي والتربوي لإضطراب الذاتوية خاصة فى المراحل المبكرة يعتمد أساساً علي التحديد الدقيق للعوامل المسببة له والتشخيص الدقيق لأهم الأعراض والمشكلات الطبية المصاحبة .
لذلك هناك العديد من برامج التدخل العلاجية والتى تتضمن:
1- التدخل الطبي.
2- التدخل الحسي العصبي.
3- التدخل التربوي.
4- التدخل المبكر.
نماذج من البرامج العلاجية والتربوية للطفل الذاتوي :
1- برنامج تحليل السلوك التطبيقى ABA))
2- التواصل الميسر(FC)
3- نظام التواصل بالصور(PECS)
4- برنامج بديل للأطفال دون سن المدرسة والآباءLEAP) )
5- العلاج بالموسيقى.
6- العلاج باللعب.
7- العلاج بالفن.
8- برنامج بورتاج لتنمية الطفولة المبكرة (Portage).
9- برنامج(TEACCH) .

وفيما يلى عرض سريع لأهم البرامج التى يمكن استخدامها داخل المدارس للاطفال الذين يتم دمجهم داخل المدارس
• برنامج بورتاج لتنمية الطفولة المبكرة Portage :
قد صمم هذا البرنامج ليخدم الأطفال فى مرحلة ما قبل المدرسة(بغض النظر عن نوع الإعاقة) كما يخدم المناطق الريفية البعيدة عن المدن.وتقوم فلسفة هذا البرنامج على ذهاب المُعلم إلى المنزل وتعليم الأسرة ثم يقوم الوالدين بتعليم طفلهما. يشتمل البرنامج على 5 جوانب (اللغة- الرعاية الذاتية- الجانب الحركى- الجانب المعرفى- التنشئة الاجتماعية) ويتم إعطاء الوالدين خطة فردية للسلوكيات المستهدفة .
• برنامج "علاج وتعليم الأطفال الذاتويين وغيرهم من ذوي إضطرابات التواصل".
(Treatment and Education of Autism and related communication handicapped children) (TEACCH)
أسسه أريك سكوبلر (Eric schopler) بجامعة شمال كارولينا University of north Carolina at chapel hill قبل أكثر من ثلاثين عاماً وهو منتشر في معظم دول العالم المتقدمة ويعتبر برنامج معتمد من قبل الجمعية الأمريكية للذاتوية .
وتشير (Autism Society of America,2004)ان برنامج (TEACCH) يقوم على فكرة أن البيئة يجب أن تتكيف لتلائم الطفل الذاتوي ويستخدم طرقاً في التدريس من شأنها أن تساعد الطفل على الفهم والتنبؤ والتحكم بالبيئة المحيطة، والبرنامج لا يتعامل مباشرة مع الطفل الذاتوي وإنما يهتم بشكل أساسي ببيئته، ويبحث مشكلات تلك البيئة، وكيفية معالجتها بالشكل الذي يحقق للطفل الطمأنينة ويقلل من شعوره بالقلق .
ويشتمل برنامج TEACCH على جانبين:
1- الجانب التربوي ويتضمن أبعاد متنوعة مثل (التقليد - الإدراك - المهارات الحسية - المهارات الحس حركية الدقيقة – التآزر يين العين واليد - المهارات المعرفية اللفظية).
2- الجانب السلوكي: (الاعتماد على الذات - المهارات الاجتماعية - السلوكيات السلبية).
ويلاحظ على هذا البرنامج شموليته وتغطيته للعديد من الجوانب الحياتية والنشاطات والمهارات المعرفية والاجتماعية، ويساعد ذلك على تحسين نقاط الاحتياج لدى هؤلاء الأطفال بشكل منظم ويساعد على الاحتفاظ بالمهارات التي يكتسبونها بطريقة أفضل .
الجوانب التى يشتمل عليها المنهج التعليمى لبرنامج (TEACCH) فيما يلى:
1- تعليم الطفل كيف يتعلم من خلال التدريس القائم على التنظيم الدقيق لجميع عناصر البيئة بشكل عام .
2- التواصل(الإستقبالى والتعبيرى).
3- المهارات الاجتماعية.
4- مهارات اللعب.
5- المهارات المعرفية والأكاديمية.
6- المهارات الحركية الكبرى والصغرى.
7- مهارات رعاية الذات.
والتدريس ببرنامج (TEACCH) يركز على أربعة جوانب فى تنظيم بيئة الطفل تتمثل فيما يلى:
1- البيئة المادية (تنظيم الفصل- مكان العمل) .
2- الجدول اليومى للطفل .
3- تنظيم العمل أو المهمة نفسها .
4- تقديم المساعدات البصرية للطفل.
وهناك نوعان من الجداول في برنامج TEACCH)):
الأول: جدول عام لكل الفصل يحتوي على البرنامج ككل وعلى الأنشطة المتنوعة وفترات الراحة وغيرها.
الثاني: جدول فردي لكل طفل يوضح تفاصيل كل نشاط.

وقد لوحظ ان كثير من الاولاد الذين يتم دمجهم فى المدارس تظهر عليهم العديد من السلوكيات المضطربه التى تؤثر عليهم وتؤثر بشكل واضح على البيئه المحيطه بيهم سواء فى البيت او المدرسه
لذلك سوف نقوم بعرض العديد من السلوكيات المضربه الاكثر إنتشاراً لدى الاطفال الذاتويين مع وضع بعض التدخلات التى تساعد فى الخفض من حدة تلك الاضطرابات .

المراجع:
1- أسامة أحمد مدبولى (2006) :"فاعلية برنامج TEACCH فى تنمية التفاعل الاجتماعى للأطفال التوحديين" رسالة ماجستير، معهد الدراسات والبحوث التربوية ، جامعة القاهرة.
2- ذكية محمد عباس (2012) : فاعلية برنامج "علاج وتعليم الاطفال الذاتويين وغيرهم من الاطفال ذوى اضطرابات التواصل" لخفض حدة بعض الاضطرابات السلوكية لدى الاطفال الذاتويين فى مرحلة ما قبل المدرسه , رسالة ماجستير , كلية التربية , جامعة حلوان.
3- سماح قاسم سالم(2012):فاعلية برنامج تدريبى لفريق العمل بمدارس الدمج فى تنمية المهارات الاجتماعيه والاكاديميه لدى الطفل التوحدى فى مرحلة ما قبل المدرسه , رسالة دكتوراه , كلية التربية , جامعة حلوان.
4- سماح قاسم سالم (2006) :" فاعلية استخدام نظام التواصل بالصور فى تنمية التواصل الوظيفى
لدى الطفل التوحدى" ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة حلوان .
5- سهى أحمد أمين نصر (2000) : "مدى فاعلية برنامج علاجى لتنمية الاتصال اللغوى لدى بعض الأطفال التوحديين" رسالة دكتوراه , معهد الدراسات العليا للطفولة ، جامعة عين شمس .
6- سعيد حسنى العزة (2002) : "التربية الخاصة للأطفال ذوى الاضطرابات السلوكية"التشخيص–
الأسباب- العلاج- استراتيجيات, التعليم معهد الدراسات والبحوث التربوية ، جامعة القاهرة .
7- طارق عامر (2008) : " الطفل التوحدى" ، كلية التربية ، الأردن, دار اليازورى العلمية .
8- عادل عبد الله محمد (2003): "جداول النشاط المصورة للأطفال التوحديين" . وإمكانية
استخدامها مع الأطفال المعاقين عقلياً , القاهرة , دار الرشاد.
9- عثمان لبيب فراج (2002) : "الإعاقات الذهنية فى مرحلة الطفولة " تعريفها- تصنيفها-
أعراضها- أسبابها- التدخل العلاجى , القاهرة , المجلس العربى للطفولة والتنمية .

1- Eric Schopler, Robert J., and Margaret L.: (1980). "Individualized Assessment and Treatment for Autistic and Developmentally Disabled Children" teaching strategies for parents and professionals. Pro.ed International Publisher, USA, Vol.11.
2- Eric Schopler, Margaret L and Leslie W. (1983): Teaching Activities for Autism Children by Staff and Parents of Division TEACCH, Pro.ed International Publisher, USA, Vol. 111.
3- Nicole Blubough and Joanne K. (2006): "TEACCH Model and Children with Autism", Teaching Elementary Physical Education, the Property of Human Kinetics Publisher.
4- Kuwait Center For Autism (2002): The 1st International Conference For Autism & Communication Deficits,14-16 February

بحث

شكرا لزيارتكم نتمني ان ينال هاذا العمل اعجابكم