Wednesday 30 September 2015

نظام غذائى مناسب للمصابين بالتوحد

                                                                        
                 



                                                                                   
   أن نسبة عالية من الأطفال المصابين بالتوحُّد يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي مما يؤثر سلباً على نموهم، وتؤثر على آلية هضم الطعام بطريقة سلسلة، مما يضعف الجهاز المناعي ويؤثر على وظائف الدماغ ويؤدي إلى إظهار الأعراض التي تصاحب اضطراب التوحُّد. وفي ما يلي بعض الطرق التي تم استخدامها من قِبل الأهالي وبعض مقدمي العناية للأطفال المصابين بالتوحُّد على مستوى العالم.
1- الغذاء الخالي من الجلوتين والكازيين

تقوم الأنزيمات الهاضمة بتفتيت الطعام إلى بروتينات وبيتاديات وأخيراً إلى أحماض أمينية يتم امتصاصها وتساعد في عملية النمو وإصلاح الخلايا التالفة. غالباً ما تتم هذه العملية بطريقة سهلة ومن دون مشكلات إلا مع أطفال التوحُّد،
حيث يعاني هؤلاء الأطفال من صعوبة في تكسير البروتين بشكل كامل مما يؤدي إلى نفاذ الأحماض الأمينية إلى الدم ومن ثم التأثير على وظيفة الدماغ، وهذا يحدث أحياناً نتيجة مشكلات في طبقات الجهاز الهضمي، حيث أن المكونات التي تمر إلى الدم يكون لها تأثير المورفين مما يؤثر على وظيفة الدماغ ويؤدي إلى ظهور أعراض التوحد. فقد أظهرت الدراسات وجود نسب عالية من «الببتايد» في البول وفي السائل النخاعي الشوكي.
ومن ضمن الأطعمة التي يجد الأطفال صعوبة في هضمها تلك المحتوية على الجلوتين وكازيين حيث من الصعب تقسيم بعض محتوياتها إلى أحماض أمينية بسيطة. ويوجد الجلوتين بالشعير، الشوفان، فيما يوجد الكازيين في مشتقات الحليب. ويقول العديد من الأهالي إن نزع هذه المكونات من طعام أطفالهم كان له بالغ الأثر الإيجابي على هؤلاء الأطفال وعلى سلوكاتهم.
تقول إحدى الأمهات «بيلميرا» وهي أم لطفل في السابعة من العمر ويعاني من التوحد، والتي شهدت بشكل شخصي تأثير الحمية على طفلها، ان طفلي يستخدم الحمية من العام المنصرم، لقد سمعت عن هذه الحمية عندما حضرنا إلى دبي وتحدثنا مع أهل آخرين لأطفال مصابين بالتوحد استخدموا تلك الحمية، وتعلمت الكثير من الانترنت، حيث كان من السهل تطبيق الحمية على طفلنا الذي لم يكن يحب أيا من منتجات الحليب، كنا نعطية الفيتامينات والكالسيوم كتعويض عن الحليب. لقد أفاد طفلنا من هذه الحمية حيث كان لها أحسن الأثر في تخفيف الحركة الزائدة وثورات الغضب مما جعلنا نركز على العمل معه بشكل أفضل.

2 ـ الحمية المعتمدة على مضادات الفطريات
تعتمد هذه الحمية على استثناء الأطعمة التي تساعد في نمو الفطريات، كما تعتمد هذه الطريقة أيضاً على تحديد العوامل التي تزيد من نمو الفطريات مع تناول أدوية مضادة للفطريات للحد من تأثير الفطريات على الجسم. إن وجود البكتيريا في الجهاز الهضمي يساعده على تحطيم الطعام إلى مكونات أساسية مهمة في بناء الجسم، ولكن الزيادة المفرطة في الفطريات تؤدي إلى تداخل مع عملية الهضم مما يستهلك الطعام، ويؤدي إلى انتاج مواد سامة والتي تنفذ إلى مجرى الدم وتضعف المناعة وتؤثر على وظائف الدماغ،
ان الحمية المعتمدة على مضادات الفطريات تعتمد بالدرجة الأولى على استثناء الطعام المحتوي على السكر والذي يساعد الفطريات على التكاثر، وكذلك تعاطي المضادات الحيوية الذي يؤدي إلى تكاثر الفطريات وذلك لأنه لا يقتل البكتيريا النافعة التي تساعد على الهضم وإنما يقتل البكتيريا الضارة كذلك، كما ان المضادات ليس لها أي تأثير على الفطريات فهي تستمر بالتكاثر وتأخذ دور البكتيريا النافعة وتصدر سموماً تجري في مجرى الدم حيث يدعم ذلك بعض الفحوصات المجهرية تظهر وجود مخلفات الفطريات في عينات البول للأطفال المصابين بالتوحد.
وقد أظهرت دراسات بأن الأطفال المصابين بالتوحد والذين يعانون من نقص الانتباه وفرط الحركة قد استجابوا بشكل جيد للحمية المعتمدة على مضادات الفطريات. فقالت «سرينا» أم الطفل علي المصاب بالتوحد «لقد تعاطي ابني الكثير من المضادات الحيوية عندما كان صغيرا لقد كان كثير الحركة ولا يركز على العمل، وكنا نشهد انتكاسته يوما بعد يوم، كان يعاني من بقع بيضاء على طرف فمه،
وعندما عملنا له فحص بول أظهر الفحص وجود الفطريات، وبعدها توجهنا إلى أخصائي تغذية والذي نصحنا بالحد من تناول المواد السكرية وإعطاء «نيستانين» ـ مضاد للفطريات ـ لمدة أربعة شهور وبنفس الوقت طبقنا حمية الكلوتين والكازيين والذي أظهر نتائج مذهلة، لقد تحسن سلوكه وكذلك انتباهه بشكل جديد جداً، لقد كان من السهل عمل الحمية عندما كان صغيراً، ولكن عندما بلغ العاشرة كانت العملية أكثر صعوبة فقد يجد المواد السكرية في أي مكان، يريد أن يأكل إذا رأي أخته تأكل».

3 ـ برنامج فاين جولد
لقد تم استحداث هذا البرنامج للحد من مشاكل الحركة الزائدة عند الأطفال حيث طوره الدكتور فاين جولد، في هذه الأيام أتبع بعض أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد البرنامج وقد أظهرت آثار جيدة على أبنائهم حيث يعتمد البرنامج على عدم احتواء الطعام على نكهات اصطناعية وألوان اصطناعية ومحليات ومواد حافظة وأي مواد ضارة بالجسم، وكذلك الامتناع عن تناول ساليستلياتس والذي يؤثر على عمل الأنزيمات خلال عملية الهضم.
تقول اختصاصية التغذية كومال ساين المؤهلة والمرخصة في عمل التغذية في دبي عن خبراتها المختلفة في العمل مع الأطفال المصابين بالتوحد وفي اتباع لحمية غذائية مع أبنائهم إنهم يجدون صعوبة في أن يستخدم ابناؤهم حمية معينة، ولكن ذلك ليس من المستحيل فالآباء يحرصون على إتباع الحمية بجميع خطواتها  مما يظهر آثار إيجابية والبعض الآخر يجد صعوبة ويوقف الحمية بعد فترة بسيطة.

بحث

شكرا لزيارتكم نتمني ان ينال هاذا العمل اعجابكم